صمود تشرين

قمع ثوار تشرين: صمت المعنيين وصمود الشعب

في خضم الأحداث المأساوية التي شهدتها ثورة تشرين، عندما تعرض الثوار لأبشع أنواع القمع والإبادة على يد السلطة والميليشيات، كانت صرخاتهم تتردد في الفضاء، لكن لم يتحرك أحد لإنقاذهم أو دعمهم. وفقًا لإحصائيات مستقلة، تم تسجيل أكثر من 20,000 إصابة و600 شهيد بين المتظاهرين، ومع ذلك، لم تُبادر أي من السلطات أو الوزارات أو حتى نواب البرلمان، الذين يفترض أنهم منتخبون من قبل الشعب، للوقوف معهم أو التعبير عن التضامن.

بل على العكس، رأينا بعض الأصوات الرسمية تؤيد هذا القمع، وتشيطن الثورة والثوار، داعيةً إلى القضاء عليهم. وكأن هؤلاء المتظاهرين ليسوا جزءًا من الشعب العراقي المنتفض ضد طبقة فاسدة أنهكت البلاد لعقود. في الوقت الذي كانت فيه أصواتهم تُقمع، كانت شجاعة هؤلاء الثوار تتجلى بشكل واضح.

لم يكن القمع مجرد اعتداء على الأفراد، بل كان هجومًا على الهوية الوطنية، حيث أراد الثوار أن يُشعروا الجميع بأنهم جزء من هذا الوطن الذي يستحق التغيير. ومع ارتفاع أعداد المعتقلين إلى أكثر من 7000 شخص، كانت المحاكمات تتوالى، لكن الأمل في تغيير الأوضاع كان لا يزال يتقد في قلوب العراقيين.

ومع كل يوم يمر، كان الشعب العراقي يدرك تمامًا أن هذه الطبقة الفاسدة لن تدوم طويلاً. في نهاية المطاف، ستزول، وسيعود اللحن العراقي الأصيل، ليلتقي فيه كل أبناء الوطن تحت راية واحدة، راية الحرية والكرامة. إنهم يثقون بأن صوت الحق سيظل يصدح، وأن العزيمة ستبقى راسخة، حتى تتحقق أحلامهم في وطن أفضل.