نريد وطن

صرخة العراقيين التي هزّت القلوب وأيقظت الأمل

"نريد وطن" لم تكن مجرد كلمات، بل كانت نبضًا خرج من أعماق الجراح، وصرخة ملأت السماء بالوجع والأمل. كانت أكثر من شعار، كانت مرآة لوجدان شعبٍ أثقلته العقود من القهر والخذلان، لكنها لم تسلبه حلمه البسيط: وطن يحتوي أبناءه، وطن يليق بالكرامة.

هذا الشعار، الذي تردّد صداه في الساحات والشوارع، لم يكن طلبًا مستحيلًا، بل كان أبسط الحقوق وأقدسها. "نريد وطن" حمل في حروفه كل ما افتقده العراقيون؛ بيتًا آمنًا بلا خوف، مدرسة بلا فساد، مستشفى بلا خذلان، وسماءً بلا دخان الغدر. في كل حرف منه، هناك دمعة أمٍ فقدت ولدها، وحسرة شابٍ لم يجد فرصة ليبني مستقبله، وألم وطنٍ يئن تحت وطأة الفساد والضياع.

لكن "نريد وطن" لم يكن مجرد حزن. كان أيضًا وعدًا بالتغيير، ورمزًا لوطن يولد من جديد. كان الشعار صوتًا لكل عراقي شعر بالخذلان، لكنه لم يفقد إيمانه. كان رسالة للعالم بأن العراقيين رغم كل شيء، لا يزالون يحلمون، لا يزالون يقاتلون، ولا يزالون متمسكين بحقهم في الحياة تحت سماء وطنهم.

"نريد وطن" لم يكن مجرد مطلب سياسي؛ بل كان أنشودة للكرامة. كان صوت البسطاء، الذين لم يطلبوا سوى وطن يعيشون فيه بلا خوف، بلا استغلال، بلا تفرقة. كان نداءً للحرية والعدالة، ورفضًا لكل من حاول أن يسرق أحلامهم.

وفي ساحات التظاهر، كان هذا الشعار يتردد كأنه أغنية موحّدة تتناغم مع نبض القلوب. رفعه الشباب، كتبوه على الجدران، رددوه في الهتافات، ورسموه على وجوههم. كان شعارًا يحكي عن وطنٍ ليس مجرد أرض، بل أمٌ حنون تحتضن أبناءها، وتمنحهم الكرامة والعزة والحب.

"نريد وطن" هو حلم العراقيين الذي لا يموت. هو وعدهم لأنفسهم بأنهم لن يتوقفوا حتى يعيدوا لوطنهم مجده، وحتى يصبح العراق كما أرادوه دائمًا: وطنًا حرًا، كريمًا، وعادلاً، يجمع أبناءه تحت راية واحدة، ويمنحهم الحياة التي يستحقونها.