الفن في تشرين

دور الفنانون والمبدعون في انتفاضة تشرين العراقية

في خضم انتفاضة تشرين العراقية عام 2019، برزت ظاهرة لافتة تمثّلت في دور الفنانين والمبدعين في توثيق ونقل أحداث الثورة بطرق إبداعية مؤثرة. وفقًا لتقارير محلية، شارك أكثر من 200 فنان تشكيلي في رسم جداريات في ساحات الاحتجاج، معبرين عن تطلعات الشعب ومعاناته. كما أُقيمت عشرات المعارض الفنية المفتوحة في الهواء الطلق، حضرها الآلاف من المواطنين، مما أسهم في تعزيز الروح الوطنية ونشر الوعي بقضايا الثورة.

بالإضافة إلى ذلك، أُنتجت أكثر من 50 أغنية ثورية خلال فترة الاحتجاجات، تنوعت بين الأغانٍ الشعبية والراب، وحصدت ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي. وقد أصبحت هذه الأغاني أدوات فعّالة في إيصال رسائل الثورة وتحفيز الجماهير. كما شهدت الساحات تقديم عروض مسرحية وسينمائية قصيرة، تجاوز عددها 30 عرضًا، تناولت مواضيع الفساد والظلم الاجتماعي، وسلطت الضوء على قصص الشهداء والمصابين.

تعكس هذه الأرقام الدور المحوري الذي لعبه الفنانون والمبدعون في دعم الثورة ونقل رسائلها بطرق مبتكرة، مما أسهم في توحيد الصفوف وتعزيز الهوية الوطنية. لقد أثبتت هذه الأعمال الفنية أن الإبداع يمكن أن يكون سلاحًا قويًا في مواجهة الظلم والفساد، وأن للفن دورًا أساسيًا في إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي.