أين القادة العرب مما يجري في العراق؟!

جواد عبد الجبار العلي


لم يقف مع العراق لا في الماضي ولا في الحاضر أيٍ من القادة العرب سوى جلالة الملك حسين ملك الاردن ، والشيخ زايد رئيس دولة الإمارة العربية المتحدة يرحمهما الله ويسكنهما فسيح جناته .. وهما الذان كان لهما الدور الكبير في دعم العراق في جميع المواقف والمحن التي مرت عليه .. واليوم إذ يذكرهما السيد اياد علاوي في مقابلة مع قناة الحدث ، حيث تحدث عن المواقف الجديدة للقادة العرب مقارنة مع مواقف اليوم نجد الفرق واضحاً وكبيراً .

اليوم العراق يعاني من وضع خطير وإنقسام المواقف السياسية في إختيار رئيساً للوزراء بمعزل عن المطالبات الجماهيرية، والوضع الخطير الذي يمر فيه هذا البلد والتدخل الخارجي في تأجيج الحالة الطائفية وانقسامها ،مما يؤثر بشكل خطير ليس على العراق فقط وانما على الامة العربية ، رغم هذه الخطورة لا نجد من يعالج هذا الوضع لا من الداخل ولا من الخارج أو حتى ما يسمى الجامعة العربية والأمم المتحدة …. لنتوقف قليلا ونعلم انه فقط هناك طرف عربي واحد ( هو الاردن ) الذي قدم النصيحة والمشورة والمساعدة للخروج من هذا المأزق، حفاظا على ابناء العراق وأسس كيانه ودولته ..

وقد أوفد جلالة الملك عبدالله ابن الحسين الكثير من الوفود الى العراق او الى غيره من البلدان التي تعنى بوضع العراق ، للدفع نحو إستقرار الوضع، برغم أن هناك من يريد ان يستمر البلد في هذه الفوضى والتشرذم وعدم الاستقرار . ليمرروا من خلال الفوضى مؤامراتهم ومخططاتهم على مستوى العراق او المنطقة . والكل يعرف ان للعراق دورا اساسيا وكبير فيما تمر به المنطقة برمتها .

على العرب ان يعوا ان ما يجري هو مخطط كبير فيه المراد منه بعض البلدان تقسيم بعض الدول وشرذمة شعوبها ومن هذا نعرف المآسي التي تجري في سوريا واليمن وليبيا والسودان ولولا سيطرة الجيش لكان مايحصل الان في ليبيا سيحصل في السودان لا سمح الله …. لذلك المطلوب اليوم ان يكون إرادة عربية واعية وصادقة وقوية بتوجهاتها المخلصة لتنتشل العراق والمنطقة من نزيف الدم هذا والخسائر المادية الهائلة ومنع التدخل الخارجي بشؤون االعراق والبلدان العربية .. وهذا ما يسعى اليه جلالة الملك عبد الله إبن الحسين الذي لم تقف مواقفه على التنديد والشجب بل بتقديم العون والدعم المادي والمعنوي ، وفتح كل آفاق التعاون .

الكل لا يتصور ان ما يجري في الساحة العراقية، هو وضع آني مؤقت يمكن ان ينتهي في القريب العاجل لان الامور تسير بما لا يحمد عقباه لذا يجب ان يكون لدينا موقف عربي ودولي لإيقاف حالة الانفلات الأمني ،بعد ان فقدت الدولة القدرة على السيطرة وادارة دفة القيادة بكل وسائلها ولافتقاد السيطرة على الجانب الامني والعسكري والتي راح ضحيتها ما جرى ويجري اكثر من ٦٠٠ قتيل وآلاف الجرحى لكونهم شباب وطلبة نزلوا الى الشوارع يطالبون بعراق حر مستقل مزدهر لا فساد فيه ولا بطالة ولا تهميش ويرجع العراق الدولة الاولى والاغلى والاجمل والاكثر أماناً واستقراراً .

شكرا لكل من يقف في صف االعراق ويسانده..
شكرا لصاحب الجلالة الملك عبد الله ابن الحسين ..