رجال الدين في زمن الكورونا

  رجال الدين  في زمن الكورونا

كتب : محمد الوزان

من المفارقات العجيبة والتي ليس بامكان احد مهما بلغ علمه وحده بصره ان يفسر ما يجري في العراق من عدم مبالاة تجاه خطر فايروس كورونا الذي مايزال منذ ثلاثة اشهر يفتك بالعالم واصبحت العديد من الدول التي تفوق العراق بعشرات المرات تطورا طبيا وتكنلوجيا قد رفعت يدها بالاستسلام لهذا المرض في حين مايزال العراق يعيش حالة من عدم الالتزام والوعي بمخاطره بحيث تتعالى الاصوات من بعض رجال الدين الذين يدعون للتغلب على الوباء ببعض الخرافات التي لا تستند الى اي شيء من الواقع  لا بل والبعض منهم من يجاهر علنا بتحدي قررات الحكومة التي هي متواضعة اصلا والدعوة الى زيارات واقامة صلوات مليونية غير ابهه بما تحمله من مخاطر في انتشار المرض الذي يسري كالنار في الهشيم كما يقول المثل٠ان هذا البعض من رجال وليس عيبا ان نذكر من بينهم زعيم التيار الصدري الذي يحاول اللعب على عواطف ومشاعر الناس البسطاء الذين تربطهم رابطة عاطفة انسانية ودينية مع المراقد المقدسة في وقت يدعوا الاسلام الى عدم القاء النفس في التهلكة حيث نجد بعض ممن محسوبين ظلما على الدين الذي اتخذه كغطاء لاجندته السياسية يتصرف خلافا لجميع الشرائع الدنيوية والسماوية التي تحرم قتل النفس او تعذيبها لان فاروس كارونا يجعل الفرد المصاب به يعيش حالة من الالام المبرحة والاوجاع التي تقود في كثير من الاحيان الى الوفاة ومايترتب على ذلك من اثار اجتماعية واقتصادية٠ان غالبة احزاب الاسلام السياسي تعمل في وجهين الظاهر منها ديني والمخفي منها سياسي لا علاقة له بالدين  وان هذه الاحزاب ورجال الدين فيها يعملون جاهدا على ترويج الافكار المغلوطة التي تصل الى حد الشعوذات فكيف يمكن ان يصدق ان الامام الفلاني يمكن ان يشافي من اصابة مرض فتاك مثل كارونا رغم ان ديننا قد دعا للاخذ بالاسباب للشفاء ومراجعة ذوي الاختصاص من الاطباء والمستشفيات ذات العلاقة٠والغريب مع الاسف عدم وجود وعي اجتماعي وصحي من قبل الكثيرين من الناس بعد ان سيطرت عليهم دعوات بعض رجال الدين والاستهزاء من العلم واعتباره شيئا ترفيا وان النجاة لايمكن في الطب والعلم وانما في البركات لهذا الامام او ذاك وليس غريبا ان تخرج علينا احدى السيدات من التيار الصدري لتقول لنا بالحرف الواحد خلال زيارة الامام الكاظم لو ان جميع المصابين بفاروس كارونا دخلوا الى ضريح الامام لشفوا منه فورا  ان هذا ببساطة ضحك على الذقون وجريمة ترتكب بحق الشعب العراقي ومحاولة لهلاك جماعي لايمكن ان يقره قانون مازال عاجزا عن الوقوف بوجه مثل هذة الدعوات الساجذة والانكى من ذلك ان يخرج علينا رجل دين اخر يعتبر ان وباء كارونا انما هو مؤامرة على الامام الحسين عليه السلام في خطوة يحاول ان يثير من خلالها الجمهور ويبعدها عن واقع هذا المرض الفتاك مستغلا حب الناس للامام الحسين الذي اجزم انه لايقبل الحاق الضرر بمحبيه ومتابعية٠لقد حان الوقت الى لجم مثل هؤلاء من رجال الدين ومحاسبتهم على تصريحاتهم الهدامة التي تقود الى فناء المجتمع العراقي واشاعة الخراب والدمار فية وتفعيل دور الدولة الذي مع الاسف لا يتناسب وكارثة كارونا واتخاذ اجراءات اكثر من فعالة لحماية العراقيين من الخطر الداهم تجاههم واعتبار ذلك من الاولاويات التي لا غنى عنها قبل فوات الاوان كما حدث في ايطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية لا بل وحتى في امريكا خاصة وان اعداد الاصابات في تزايد مستمر وفي عموم محافظات العراق فهل من المعقول ان يستمر فتح الحدود مع ايران ويدعوا سفيرها في العراق الى ابقاء الحدود مفتوحة بالضد من مصلحة العراق ولصالح بلده الذي يفتك به المرض شعبا ومسؤلين كبار وصغار ٠ان المسؤولية التأريخية تفرض التعامل بحزم مع هذا المرض  الذي لا يدع مجالا للشك انه سيفتك بالعراقيين اذا مابقت دعوات بعض رجال الدين الى تخطى الواقع والمألوف بالاعتماد على الخزعبلات والروحانيات التي يقرها العلم والواقع وحتى الدين  وقد اعذر من انذر اللهم هل بلغت اللهم فاشهد