أين الحل في الوضع العراقي ؟


أين الحل في الوضع العراقي ؟ – جواد عبد الجبار العلي

يتصارعون على من يكسب المناصب وأية مناصب ؟ أليس من يطمح لإستلام المنجم سوف يكرّسه لخدمة البلد أم يتخذه وسيلة لكي يزيد من ثرائه وإبتزازه لكل المسؤولين وأصحاب المناصب الحساسة من أجل ارضاء خدماته اللوجستية من حمايات وفلل وبناء ثروة بشرية تخدمه في كل نائبة الى موسم الانتخابات القادمة ثم يقطف ثمارها؟.. والذي يزيد من هذه الاموال والنفقات يستخدمه في خارج العراق لنفس الغرض من شراء أملاك وكذلك شراء الاعلام الرخيص لتنشيط الدعاية أو اسكات الالسن وألإعلام الذي يتعامل مع القضية العراقية ..

وأصبحت المناصب في بلدي تجارة تُشتَرى وتُباع للأحزاب التي تُسيطر على السلطة او التي تسيطر ميليشياتها على الشارع ، وألأدهى انه هناك مزادات علنية ولكنها تحت الكواليس الخاصة لبيع المناصب وحسب مستوى ودرجة المنصب، هل هو خدمي أم تجاري او مالي او صناعي؟ … فلكل صنف من هذه الأصناف سعر،للوكيل سعر والمدير العام سعرٌ آخر وحسب الوزارة ومستواها ومواردها ولامانع من هذه الأسعار والتصنيف والحصص إذا كـــــــان المستلم أو المــــــــعيّن ذا خبرة او كفاءة يمكن ان يطور ويخـــدم .. ولكن إذا كان المشتري جاهلاً وأمياً أو ممن أشتروا الشهادات العليا من (سوق مريدي) وليس له أي خبرة فهذه الكارثة وهو مايحدث أمس والـــــيوم وهذه مصيبة فادحة سوف توصل العراق الى كارثة اقتصـادية باهظة ،لأن المنافع المتبادلة ستـــــــؤدي الى هلاك موازنــــــــات العراقية وموارده المالية .

وهذا ما جعل الشباب المنتفض يصرون على رفضهم لكل مرشحي الأحزاب كونهم يخدمون مصالح ومنافع احزابهم وليس مصلحة الشعب ومنذ عام  2003والى يومنا هذا لم نجد اي حكومة من الحكومات تسير في طريق خدمة الوطن، والمواطن كَثُر فقره وزادت همومه واستشرى الفقر والفساد والمصالح الشخصية والطائفية في كل مفاصل الحياة، وتدني الوضع الاقتصادي مما أدّى الى إنهيار المنظومة الأخلاقية وإنتشرت المخدرات بكل أصنافها والسرقة والخطف واغتيال الناشطين والاعلاميين هنا سيتحقق هدفهم إفساد جيل الشباب، ولكن الشباب كانوا واعين لما كان مخططاً ضدهم ومن هذا تجدهم اليوم في ساحات التظاهرات بكل المحافظات رافضين التسلط الحزبي الطائفي.

هذا الجيل من الشباب الذي شَعَر وتعلّم خطورة الوضع الحالي وضياع مستقبل الأجيال القادمة وهم الذين يضحّون من أجل عراق حر مستقل ومزدهر لا تابع لهذه الجارة او تلك .. لهذا صدحت حناجرهم وساندهم طلبة الكليات والمعاهد والاعداديات بكل المطالب المشروعة لذا هم يبحثون ويناضلون من اجل ان يكون للشباب دور قيادي مثقف واعي  متسلح بالعلم والثقافة والعلوم لقيادة البلد ..

لننتبه ولنع كلنا، وإذا بقيَ الحال على ماهو عليه اليوم فسوف نرى غداً عراقاً مفككاً بلا قيم ولا مبادئ ولا مستقبل ويتساقط تأريخه ومجده كأوراق الخريف ويموت سلفاً مستقبله وهـــــذا ما لا يريدوه شباب العراق فهم يريدون العراق كنخيل البصرة شامخاً قوياً ليعبروا به الى شاطئ العزة والكرامة والمجد.