موضوع اعتقال نور المظفر فيه ملابسات غامضة ..فارس المهداوي

فانتازيا اعتقال المظفر وسريالية مشهد أذكى وأغبى سرقة بالتاريخ .

موضوع اعتقال نور المظفر فيه ملابسات غامضة وتضع في الوقت نفسه علامات أستفهام كبيرة .

إذا السلطات الأمنية تحركت في الوقت الضائع بناءً على تغريدة النائب مصطفى سند لاعتقال المتهم وهو يكاد أن يفلت بالطائرة الخاصة ، فهذا يعني وجود قصور واضح وتلكوء في عمل أجهزتنا الأمنية التي تتحرك على ضوء معلومات مستقاة من المنصات الرقمية .

وإذا كانت أجهزتنا الأمنية تعلم وتراقب المتهم كما تدعي ، فهنالك أيضاً خلل بسبب وصول المعلومة لنائب وأفشاها على مواقع التواصل مما قد يتسبب بفشل العملية برمتها ، وعلى القضاء محاسبة المنتسب الدمج الذي سرب المعلومة ومقاضاة النائب الذي كاد أن يتسبب بفشل العملية وهروب المتهم .

من ضمن علامات الأستفهام الكبيرة التي نضعها وهي بحاجة الى إجابات شافية .

 إذا كان نور المظفر يعلم أنه مطلوب ، كيف قرر السفر عبر المنافذ الرسمية ؟ ماذا يعني ذلك ؟ هذا يعني ثقته بأنه محمي من شخصيات كبيرة ومتنفذة وأن لاأحد يجرأ على إيقافه وإعتقاله ، والمطلوب البحث عن هؤلاء الذي ظن المظفر بأمكانهم التستر عليه وحمايته ، وأن المتهم ليس من الغباء والسذاجة أن يقرر السفر عبر المطار وهو مطلوب على تهمة سرقة سميت بسرقة القرن ، فبامكانه الأختباء ، أو الهروب الى خارج البلاد عبر طرق ووسائل أخرى أسهلها الفرار الى الاقليم ثم التوجه الى أي بلد عبر طرق التهريب التقليدية المعروفة ، ولكن مسألة بقاءه  وهروبه المزعومة بهذا السيناريو يثبت احتمالين لاثالث لهما .

الأول / أن المتهم كان يعتقد بأنه ليس المطلوب الوحيد بل معه شركاء كبار ومهمين وأن ظهره مؤمن فعلاً بالكامل وليس من صالح الجميع التفريط به وتعريضه للمساءلة .

الثاني / أن الرؤوس الكبيرة قررت اشغال القضاء والرأي العام بعجمل سمين صغير لحين ترتيب نفسها وأوضاعها ، لذلك تم التفريط بشخص لايعد موظفاً بالدولة وغير مسؤول عن أي اجراءات ادارية أو مالية حكومية رسمية ، وربما ستكون تهمته الوحيدة هي الاشتراك في عمليات تبييض أو غسيل أموال ، وهذا قد يكون حسب اتفاق مسبق مع الجهات الراعية لأكبر عملية سرقة منظورة في التأريخ ولانستبعد أن يتم "تصفية" الملف أو تسويته سياسياً ، ولكن ثقتنا بالقضاء العراقي كبيرة .

المال الغاطس المنهوب # أكبر بكثير من المال الظاهر المسروق .

فارس المهداوي

25/10/2022