من يوفر الكهرباء سيحكم العراق

من يوفر الكهرباء سيحكم العراق ..



سطور ل عبدالرزاق الأمير



  لو رجعنا بتاريخ العراق للفترة التي سبقت تكنلوجيا الكهرباء فاننا سنلاحظ ان اغلب الانتفاضات و الثورات والحركات التي حصلت ضد الحكومات كانت في فترة الصيف وتلك الايام التي يكون فيها الحر اللاهف التي يؤجج فيها حالات العصبية والغضب داخل نفسية الشعب الذي اصبح متطرفا بانفعالاته النفسية تبعا للتطرف والفارق الكبير في معدلات درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء .. والتي في الصيف وتحت اشعة الشمس المباشرة تصل الى اكثر من ٥٠ درجة وفي الشتاء تصل الى ٤ تحت الصفر ..

  اما الفترة التي كان فيها التيار الكهربائي مؤمن طوال اليوم فانها لم تشهد تلك الحركات والانتفاضات وان حصلت فانها محدودة وكانت تكبح بقوة الدولة و لا تستطيع الانتشار او الانتقال الى مناطق مجاورة.

  اما بعد ٢٠٠٣ ففي كل عام تظهر حركات واعتصامات تنبع اغلبها من اكثر مناطق العراق حرا مطالبة بتوفير الكهرباء ، و من ثم تنتشر وتتسع وتتسع معها المطالب ..

  كل من كان في السلطة بعد ٢٠٠٣ اما لم تخطر بباله او انه فكر بهذه الازمة ولكنه انشغل بالمصالح الاخرى واعطى وعود تخديرية سرعان ماينتهي مفعولها بحلول الصيف اللاحق لتبدا من جديد التراشق بالتهم امام الاعلام ضد وزارة الكهرباء ووزيرها،  ومن تحت الطاولة يتم ارضاء الوزير وشراء عدم فضح المخفي وايجاد شماعة في وزارته من المسؤولين لتحميله الاخفاقات ومعاقبته صوريا ثم ليعوض بموقع متميز لدى احد المكاتب السياسية للاحزاب المتنفذة وليعوض بعد فترة بموقع قيادي في احد مفاصل الوزارة خاصة تلك التي فيها تعاقدات كثيرة والشعب لا يعي مايحصل.

  ايها السامع اي كان موقعك السياسي وترغب ان تقود العراق ويحملك الشعب على الاكتاف ليكن همك الاول الكهرباء والعمل على توفيرها باستمرار وخاصة في الصيف ليهجع المواطن ويتنعم بحق من حقوقه وهو المكيف لتبرد اعصابه وثوراته الداخلية ولينام براحة لا ان يكون في قلق مستمر متى سيشتغل المكيف ومتى سيتوقف ليترك راحته ويحول على المبردة المائية والتي سيجد الفرق شاسع بينهما كانك اخرجته من نعيم الى جحيم واول مايفكر به ويلعنه في تلك اللحظة كل السياسيين لانهم غير مشمولين بالقطع المبرمج كونهم يسكنون في مناطق ولهم خطوط خاصة يطلق عليها خطوط الطوارئ وخطوط حرف التجهيز بالاضافة الى امتلاكهم مولدات ضخمة وحصة وقودية تؤمن له تشغيل كافة اجهزة التكييف وكانها الكهرباء الوطنية..

  ايها القائد لو جعلت المواطن ياخذ كفايته من الراحة وينام هنيئا حسب الساعة البايلوجية ، سوف لن يضطر للخروج بالحر اللاهف ليرفع اللافتات مطالبا بالخدمات حيث ان الكهرباء اذا توفرت فان كافة الخدمات ستؤمن لانها مرتبطة بها . اصبحت الكهرباء اكثر من عصب الحياة بل انه لا حياة بدون كهرباء .. اجعل جل الموازنة على توفير محطات من الشركات العالمية الرصينة ضمن عقود محترمة معدة من شركات استشارية عالمية تتحمل مسؤلية اي اخفاق يحصل لاحقا ومعروفة ، التي لم يتجه لها في الحكومات السابقة كونها لا تعطي منافع بقدر ماتعطيها الشركات الاخرى. وقد تتحج هذه الشركات الرصينة بالوضع الامني القلق و ترفض التعاقد، وتطلب مبالغ اضافية لتامين امنها بنفسها وكما حصل في بعض العقود النفطية وتم تامين هذه المبالغ فعليا ومازالت هذه الشركات مستمرة بالعمل، فلما لا نؤمن مبالغ اضافي للكهرباء ايضا وستكون اقل من تلك النفطية باي حال من الاحوال كون ان المحطات الكهربائية نتحكم بمواقعها وليست كالابار النفطية التي تحكم موقع العمل، والمحطات الكهربائية غالبا ماتكون في مواقع اقرب من مواقع العمل النفطية.

   لو خصصنا مبالغ توزع لعدة موازنات للسنين اللاحقة وتؤمن ولا يتم المساس بها وتقدم كضمانات سيادية لكبريات الشركات المتخصصة بالطاقة الكهربائية ممن رفضت التعاقدات للاسباب المذكورة، فاننا بعد بضع سنوات سنكون قضينا على مشكلة الكهرباء  .