ذكرى مأساة ساحة الصدرين
في 5 فبراير 2020، تحولت ساحة الصدرين في النجف إلى مسرح مأساوي شهد واحدة من أكثر اللحظات ألمًا في تاريخ العراق المعاصر. سقط 23 متظاهرًا شهداء برصاص مسلحين، بينما كانوا يرفعون أصواتهم الشجاعة ضد ظلم السلطة وفسادها. ومن بين هؤلاء الشهداء، كان الشاب مهند القيسي، الذي فقدته والدته لتصبح صرخاتها صدى للألم والمعاناة التي يعيشها الكثيرون في هذا الوطن الجريح.
تجلت هتافات المتظاهرين السلمية في رفضهم لترشيح محمد توفيق علاوي، مرشح التيار الصدري لرئاسة الوزراء، حيث كانوا يأملون في تحقيق تغيير حقيقي ينهي معاناتهم. ورغم محاولات التيار الصدري إنكار أي مسؤولية عن هذه المجزرة، لم تستطع الحقائق والأدلة إخفاء تحول "القبعات الزرقاء" من حماة للاحتجاجات إلى أدوات قمع وحشية، في جريمة لا يمكن تبريرها.
تظل ذكرى ساحة الصدرين تجسيدًا للألم والمعاناة العميقة المتجذرة في قلوب العراقيين، لتؤكد على أهمية النضال المستمر من أجل حقوق الإنسان والعدالة. إن هذه الذكرى ليست مجرد حدث عابر، بل هي دعوة للجميع لمواصلة السعي نحو تحقيق العدالة والمساواة. ستبقى أصوات الشهداء حية في الذاكرة، تذكرنا بقوة الإرادة التي لا تنكسر، وبعزيمة الشعب الذي يسعى إلى تحقيق الحرية والكرامة.
وما زال العراقيون يطالبون بمحاسبة القتلة المسؤولين عن هذه المجزرة وجميع المجازر الأخرى، مؤكدين أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن الحق سيظل رائدًا في طريقهم نحو التغيير.