الموازنة العامة .. وتدخلات القوى السياسية / بقلم محمد الوزان

الموازنة العامة .. وتدخلات القوى السياسية

 بقلم محمد الوزان

من مفارقات العملية السياسية الجارية في العراق قيام القوى السياسية بالتدخل في كيفية صياغة الموازنة العامة للدولة وترتيب مفرداتها وفصولها وفقا لمصالحها السياسية والحزبية والانتخابية بحيث تأتي متوافقة مع هذه المصالح بيعدا كل البعد عن مصالح الشعب ومتطلبات عمليات التنمية الاقتصادية التي تعتبر من الحاجات الاساسية للعراقيين٠ومما يزيد الطين بلة قيام الحكومة بوضع الموازنة بالضد من الواقع الفعلي الذي تعيشه معظم المحافظات العراقية خاصة محافظات الوسط والجنوب والمحافظات المحررة التي كان نصيبها من الموازنة سوى النزر اليسير الذي لا يتناسب مطلقا مع حاجاتها في البناء والتعمير والخدمات من ماء وصحة وبنى تحتية٠ فقد أعدت الحكومة موازنة انفجارية بلغت اكثر من ١٤٠تريليون دينار وهي اكبر من اية موازنة سابقة ولكنها مع الاسف ميزت في توزيعها بين المحافظات ليس على اساس الحاجة الفعلية وعدد السكان ومساهمتها في الدخل القومي للبلاد فعلى سبيل المثال تم تخصيص ترليون دينار لمحافظة البصرة واقل من ذلك بكثير لمحافظات الجنوب والوسط بحيث يبلغ ما خصص لا يتعدى عشرة ترليونات بينما خصصت الموازنة مبلغ ١٣ ترليون دينار لاقليم كردستان الذي لم يوافق على تسليم حصته من النفط الى بغداد واية مبالغ من المنافذ الحدودية والانكى من ذلك موافقة بغداد على تسديد جميع ديون الاقليم للشركات النفطية التي بذمته لها٠ اما المحافظات المحررة لم تأتي على بال الحكومة الا بمبالغ لا تسد رمق سكانها من الرواتب ناهيك عن مسائل اعادة البناء والاعمار والنازحين وكلها تعاملت معها الموزانة كمواضيع هامشية ٠كما وخلت الموازنة من اية تعينات للشباب من الخريجين الذين يعدون بالاف ومازالت تظاهراتهم تجوب شوارع بغداد والمحافظات طلبا للتعين٠ ان المستفيد من الموازنة التي لم تقر لحد الان هي الاحزاب السياسية  والشركات الوهمية التي تخطط للحصول على مشاريع وهمية على الورق كسابقاتها واقليم كردستان الذي ستكون له موازنتان الاولى من بيع النفط الذي عندة والذي يقدر باكثر من ٤٦٠ الف برميل وواردات مايزيد عن ٢٠ منفذ حدودي رسمي  وغير رسمي٠لقد خلت الموازنة من تخصيصات للمشاريع الصناعية والانتاجية والتطوير الزراعي والتربية والتعليم وهي قطاعات لا تكفيها الموازنة باكملها٠وخلاصة القول انها موازنة تصب في غير مصلحة الشعب العراقي وحاجاته الاساسية من التمنية والبناء وستكون فرصة سانحة ومريحة لجيوب الاحزاب والقوى السياسية الحالية والفاسدين الذين يهللون لها