رنا الخمايسة .. ابداع وتفوق دائم / بقلم حسين الاسدي

بقلم حسين الاسدي 

لم يعد العمل الاعلامي وخاصة في جهاز التلفزيون يعتمد على الشهادة العلمية او على كمية المعلومات النظرية بل اصبح فنا قائما على مجموعة من الطرق والابداعات الذاتية وقدرة المذيع على تطويع كل الامكانات للوصول الى قلب وعقل المشاهد الذي هو الاخر تطورت امكانياته بحيث اصبح يميز الالقاء المبدع الذي يجعله اسيرا لهذا المذيع او ذاك في اطار علاقة روحية من غير سابق معرفة  او قرابة او ما شابه ذلك٠ ان الذي دفعني للتطرق الى هذا الموضوع ما لاحظته من تميز وابداع  وقدرة على الاقناع والتحاور ماتقوم به السيدة رنا الخمايسة المذيعة في التلفزيون الاردني وقناة التغيير العراقية  في كيفية جذب المشاهدين لماتقدمه من برامج وحوارات تخص جوانب عديدة من الحياة اليومية للناس حيث تشاركهم بطريقة سلسلة بعيدة عن التكلف والاصطناع كل هذه الهموم مع الاخذ بنظر الاعتبار وضع الكلمة المناسبة ضمن سياق الحديث والحركة التي تعكسها حركة الكاميرا بحيث تأتي متوافقة ما يجعل المشاهد في حالة انشداد مستمرة ودائمة للبرنامج ومايدور فيه من مواضيع تهم شرائح واسعة من المشاهدين٠ ان السيدة رنا الخمايسة تمكنت من التفوق على جميع مكنونات النفس البشرية واستطاعت بتفوق منقطع النظير من تطويع الكلمات وجعلها طريقة للتواصل الصادق والحقيقي بين المرسل والمتلقي وهذه واحدة من ابرز مهام الاعلام الحديث التي غابت مع الاسف عن الكثير من مقدمي البرامج مما جعلهم يدورون في حلقات مفرغة بعيدة عن التأثير والموضوعية لان عمل المذيع لم يعد قراءة الاحداث او الاخبار وانما كيفية خلق تفاعل معها يصب في خدمة طرفي المعادلة التلفزيون والمشاهد وهذا ما حققته السيدة المذيعة المبدعة رنا الخمايسة