زيارة الكاظمي لامريكا واثرها على القمة الثلاثية / بقلم محمد الوزان


بقلم / محمد الوزان 

 لايمكن النظر الى زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى الولايات المتحدة الامريكية بمعزل عن القمة الثلاثية التي جمعت الكاظمي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والتي التأمت في العاصمة الاردنية عمان مرورا بالزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي للعراق واجتماعه الفوري مع الكاظمي٠ان المتتبع لزيارة الكاظمي لامريكا والحفاوة التي حظي بها تدلل على ان العلاقات بين البلدين انما هي ليس فقط في طور التطور وانما تمضي نحو الرسوخ ضمن قواسم مشتركة يأتي في مقدمتها استمرار التواجد العسكري الامريكي في العراق بالضد من الرغبة الايرانية والفصائل الولائية العراقية التي تدعمها ايران والتي تطالب باخراج القوات الامريكية من العراق ناهيك عن النتائج الاقتصادية التي تمخضت عنها الزيارة وخاصة في مجال الطاقة والكهرباء في اطار خطوة لسحب البساط من تحت ارجل ايران التي تريد ابقاء العراق محتاجا لها في هذه المجالات٠ومن الامور التي لا يمكن غض الطرف عنها طبيعة التحرك الذي يقوم به الكاظمي والذي تمثل بالمشاركة في القمة الثلاثية في الاردن والتي تأتي في اطار حسم الجدل في انتماء العراق العربي وعدم ابعاده عن محيطه العربي وكونه الضمانه الاكيدة لمجابهة التوغل الايراني ومحاولة الاستحواذ عليه من ايران التي مدت اذرعها مستغلة التراخي العربي  في المراحل السابقة بجانب تكوين كيان اقتصادي تكاملي بين الاقطار الثلاثة التي تحتوي طاقات بشرية واقتصادية كبيرة اضافة الى  تعبيد طريق موازي للرغبة الايرانية بمد نفوذها عبر العراق وسوريا ولبنان الى البحر المتوسط حيث يتمكن المحور الثلاثي من خلق طريق يمتد من العراق عبر الاردن ومصر الى البحر المتوسط ومايمكن ان يشكله ذلك من امتيازات اقتصادية لايصال النفط العراقي الى اوربا وافريقيا بعيدا عن التهديدات الايرانية وتلك التي تفرضها الطبيعة الجيوسياسية حيث ستمكن الاردن من الحصول على مايحتاجه من النفط بعيدا عن الضغوطات من بعض الدول بجانب اكمال حاجة مصر من النفط العراقي وباسعار تفضيلية في ظل التكامل الاقتصادي الذي سيقود الى جلب الاستثمارات الى العراق لتطوير البنى التحتية فيه٠ان اعلان الدول الثلاث عن امكانية توسيع هذا التكتل الاقتصادي واحتمال انظمام دول اخرى اليه يفسر زيارة وزير الخارجية السعودي الى العراق وبحث توثيق العلاقات  التجارية والاقتصادية بين البلدين واحتمال  انظمام السعودية للتكتل وهو انظمام مرحب به وسيكون حاجزا قويا بوجه ايران وبعض القوى الاقليمية الاخرى كتركيا التي اظهرت اطماعا توسيعة في بعض الاقطار العربية٠ ان مايمكن ان يخرج به اي متتبع سياسي للاوضاع في المنطقة ان يخرج بنتيجة اولية تفيد بان الكاظمي بدأ يلعب لعبة ظاهرها  اقتصاديا ولكن باطنها سياسيا في ظل الرغبة في الخروج من العباءة الايرانية وتعزيز سيادة العراق وخلق عمق عربي له في اي مجابهة محتملة مع ايران المنزعجة جدا من خطوات الكاظمي ومع تركيا التي يحاول رئيسها اردوغان اعادة الامجاد العثمانية في وقت متغير ربما لم يقرأه اردوغان جيدا٠ان الخلاصة ان عهدا جديدا سيحل في المنطقة قوامه التعاون والتكامل الاقتصادي وبلورة وعي عربي جديدا قائما على المصالح العربية بعيدا عن اية اشكالات سياسية  في ظل عالم متغير واطماع تحيط بالعالم العربي لايمكن الرد عليها سوى بمزيد من التعاون حفاظا على الهوية العربية التي تتقاذفها اخطارا كثيرة اقلها محاولات ايران وتركيا واطماعهما في الاقطار العربية٠